- كانت كراقصة الباليه تسير على أطراف حروفها ..فوق صفحات الورق ..بهدوء وبرشاقة تخط سطورها وحكاياها...تعمض عيناها وتفتح ذراعيها للحياة ..تعانق السحاب ...تعيد ترتيب الزمن على وقع حروفها ...تسكن الريح أو تحعلها عاصفة ..تسير بمحاذاة الحب . لا تلتقيه إلا فى مجرات الخيال ..تسير فى طرقاته منتبهة حتى لا تسقط و هى غير مسموح لها به ....ساكنة قلعة وسط جزيرة نائية ....قلمها كأنه ريشة رسام مبدع يسكب الألوان على صفحات الحياة ..فنراها أحمل ..........تسير على وقع أحلامها بهدوء ..حتى لا يسمع بوجودها بشر ولا يسمع دبيب الأمنيات رفيف أوراق الشجر ........تزيح عن نوافذها ستائر الظلام ...وتفتح عيونها على أشعة القمر التى تلوح لها بالسلام....
- فى كل مساء . يطرق نوافذ قلبها القمر . فى موعد معه ومع سكون الليل ولقاء مع الأسرار ....تثور بداخلها براكين الأفكار ..وتجوب صحارى النفس ذهابا وجيئة ..تحاول أن تخفى من الذاكرة الأثار ....لا شىء جديد سوى صراع يومى بينها وبين الحروف ...وعقد موثق لا رجعة فيه مع الإغتراب ....كانت فى فضاء ليلها تشبه الطيور المهاجرة. على متن أجنحة أحلامها ...ولكنها منكسرة ....تتأملها ..تشعر أنها غريبة مثلها ..راحلة دائما ....تشعر أن لها وطن آخر سوف تصل إليه يوما وتحط حقائب راحتها إليه ......فى ليلها الذى تعيد ترتيب حقائبه على وسائد هذيانها
- لا شىء سوى هدوء متناثر فى أركان المكان ...وغبار من أسود الليل عالق بأشجار تفسها ..وجدران المبنى العتيق تقف فى خشوع تحاصر الأنفاس ... لا شىء سوى أزيز الأبواب . يؤرق نومها..وبعض أبواق السيارات ..تستبيح حرمة الليل المتدثر بالهدوء ....صوت المذياع ..وأغنية من الزمن القديم تثير شجون مختبة فى النفس ...وبعض تساؤلات ....لم تجد لها إجابة ..وتنتظر القدر ليجيب ...تشعر أنها فصل فى رواية الحياة سينتهى يوما وتطوى صفحاته فى جيوب الذكرى ..وتتعاقب فصول الرواية بعدها .
- الصبر كان مداد حروفها ...والقناعة محبرتها .....والهدوء هو الأوراق التى تسطر عليها سكونها ورضاها ....وعشقها عبيرا تسكبه فوق أجساد الأرواح المتعبة ....
- .عزف القلب لحن الصمود والكبرياء .على موائد الحب ...وإرتدى ثياب الراهبة ..وإعتنق الزهد .و مشيب حل بالأفكار قبل موعده ....وموت يسكن الغرفة المجاورة للروح ...
- أيا هدا . الحب ...الذى صافحتك بقلبى ذات نبض ...قتلتك داخل رحم الكبرياء ..وبنزف دمائك سطرت حروفى .....
- تجاهلتك واقعا .. مقابل حياتك بين الكلمات . وفى جيوب الخيال خبأتك ...و نصبتك .فارسا لقصائدى ...متربعا على عرش القوافى ... .
- .أيا هذا الحب المتسرب من بين أصابع فؤداى ...ماذا عنك .هل تذكرنى ..أم تاه من عينيك عنوانى .؟؟...
- .أيا هذا . القلب المريض ..ماذا عنك .....أما أن الأوان لتهدأ بين جنباتى وتستكين وتكف عن الخفقان ....؟؟؟
- .تلك كانت أفكارها اليومية على متن رحلتها إلى النوم ...تلك كانت حروفها فى مدونتها
- .محض هذيان ....عادت من رحلة قصيرة فى مدن الحنين ...بعد أن قرع الألم نوافذ عقلها ...إنتبهت من غفلتها ......وعادت مرة آخرى إلى طقوس ما قبل النوم ..كتاب ..وضوء خافت ..وأنعام على أوتار الحنين ...فوق سرير أبيض ..وليل طويل فى مشفى القلوب......كتاب ..وضوء خافت ..وقلب متعب .مصاب بالخفقان .وأنفاس مرهقة ...جميعهم على قيد الألم رهينة الإحتضار
- يجاورها الألم فى كل مكان ..من فوق الآسرة البيضاء ..والليل الأسود ..يرخى سدوله ..طويلة ثوانية ..عميقة بعمق الالم ..غائرة بعمق الذكرى داخل الأرواح ....
- .بهدوء كانت تستقبل غروبها ...بإستسلام للأقدار ......فقط حلمها بسيط ومشروع ..ضوء خافت بصحبة كتاب ..وموسيقى هادئة وأنفاس هادئة ...
#أحلام_بسيطة_مشروعة_********بقلم نور محمد
