أحدث المشاركات

هل عاد الغريب حقا ......بقلم نور محمد

هل عاد الغريب حقا ……
سؤال عبر جسور اوهامها …كانت تسير ببطىء قرب الشاطىء ….تراقب عن بعد جزيرة وسط الماء …ودار بخلدها ماذا لو امتلكت جناحان لتحلق بهما الى حيث تريد مثل تلك الطيور ..التى تغدو وتروح فى تلك الجزيرة …ماذا لو سبحت الى هناك على متن افكارها..وسكنت تلك الجزيرة المنعزلة …التى لفظنها الارض بعيدا عنها ..كالوطن الذى ينفى ابنائه ويطعمهم لذئب الاغتراب الجائع ..كالام الغاضبة على احد اولادها فتعاقبه بالحرمان من دفىء قربها ……….او …حبيبا …حزم حقائب عشقه …وهاجر ..تاركا خلفه قلب مطعون بسهم قدر مضاد …جزء من جسد مرفوض …او كوكب متمرد مطرود خارج حدود كونه 
كنا ….
.نتقاسم معاا الهواء ….نسافرفى قطار واحد للحب 
نتقاسم كل شىء نرتدى رداءا من الامان …ونخلع عنا ثياب الاحزان 
كنا ااكثر جمالا من سمفونية وهم عزفنها سويا ….وتغريدة عشق صدحنا بها بلا انغام 
عقيدة اعتنقناها بلا ايمان وصلاة تلوناها بلا خشوع ….كنا على موعد خارج حدود الزمن …ربما يسبق قرونا قبلنا او ربما بعدنا ……
تركنا لاقدارنا حق تقرير الحب ..حتى لا نتعثر يوما بقطاراته المفاجئة االتى تصدم الاحلام وتنهى رحلتها . سافرت اليك عبر الزمان حتى وصلت الى حدود مدنك منهكة الاحلام
…تسلقت جبال حبك الشاهقة بغير ارتداء زى للامان….احتميت بمظلة المشاعر …تشبثت بحبال العشق الواهنة …فسقطت سقوطا مميتا فى وديان قاحلة مظلمة ..
.على هامش الحياة كنت اعيش بين المسافة الفاصلة بين الواقع وبين الكلمات …كنت كالجزيرة المنعزلة ..كيان غير متصل بالوجود …كيان مغلف بالحدود والقيود ….
كنت انثى من قلق هشة كالورق ..اعانى الفوضى حتى مشاعرى ..احلامى مؤجلة ..
انثى تجيد الصمت وتجيد القلق…وتصاحب الارق …وكان هو الغريب ..الباحث عن نبض ..المتلهف للاشواق …يلهث خلف قطار اللحظات …يبيع الحنين فى الطرقات …ويبتاع المشاعر ببعض الفتات …
رحل الغريب ..وعاد …مرتديا رداء الصمت ….يحمل حقائب من الاحلام المؤجلة ….وعلى اعتاقه نبض تائه ….ومشاعر حائرة …..يبحث عن ينبوع للدفىء يروى ظمأه ….
..
عاد الغريب ..رات ملامحه من خلف زجاج الحياة المكسور …فراته مشوها …ودخان كذباته افقدها البصر …وكانت وجبة الخذلان على اتم نضج ..معدة لتناولها …واحتساء المزيد معها من كؤؤس المر ..عاد الغريب ولم يعد 
غرق الغريب بين امواج الغموض …بعيدا عن شواطىء عينيها …..ولن يصل الى تلك الجزيرة المنعزلة ………..شرفات قلبها