اكتشفت ان ساعة الوقت عقيمة لا تنجب
وأن عقارب الدقائق والثواني قد ماتت برحمها منذ زمن
جلست على أرجوحتها.. وحررت شعرها من محبسه فكت وثاقه
فسارع يجري كنهر ينساب برفق على كتفيها.. داعبت بأناملها أوتاره
وهي تبحر بقارب ذاكرتها في عالم آخر...
تعاود حديثه إليها.. تحتضن حروفه الثائرة بين مقلتيها..
تريد أن تقبلها بفم قلبها.. وتحضنها بين راحتيها..قالها بقلبه..
سمعتها بروحي.. حبيبتي.. لا ترحلي..
ودار بين الوجدان حوار بالمشاعر مواز لحوار الكلمات.. لكنه لا يشبهه...
قالتها له بانفاسها.. وبنبضها اللاهث. خلف شذى حضوره
اشتاقك. حتى في اللقاء. وعند الغياب... لكن
لا جدوى.. فقد سبقت يد القدر.. القدر إليهما.. لم تجدي صرخات القلوب نفعا..
ولا توسلات المشاعر.. القلوب.تئن. وتنتحب.. تتهامس.. لا ترحل
ظلت تعزف لحن الشرود على قيثارة شعرها..
أوتاره الطويلة تشاكسها نسمات الهواء القادمة من شرفتها..
أخبرته انها تتألم من وجوده..ولم تخبره انها تتألم أكثر بغيابه
..أخبرته انها غير سعيدة.. وهي تعلم أنه سعيد بدونها...
هو باق في حروفها.. وهي منسية. في زحام قلبه
..تستمع إلى أغنية عبد الحليم.. (لو كنت يوم انساك ايه افتكر تاني.)..
لم تخبره أن قلبها أصبح عقيما لن ينجب حبا آخر.
.وأن ساعات المشاعر توقفت عن الأنين..
تحسست قلبها ان كان مازال ينبض.. إن كان مازال حيا..؟.
لا تدري... في أزقة خواطرها تسير وحدها تتوكز عصا الكبرياء..
تزهد في نبيذ المشاعر.. وتحتسي كوبا من الوحدة المرير..
يحرق حقول امانها
تركت معابد الشمس وسكنت كهوف الجليد الباردة الصامتة..
. امتطت جواد الفقد الأحمق المغمض العينين...
جحيم اللاشىء.. آوت إليه.. وتركت فراديس قربه
خارج مدن المنطق... تفتح ذراعيها لمعانقة الأفق..
تبني من الوهم بيتا وتنظر القمر في شرفاته..
. ترتقي إلى السماء على درج بعض الحروف..
. وأجنحة الخيال...تقيم موعدا وتلتقي بالاشئ..
اللاشىء صار عالمها المميز لن ينازعها فيه أحد
فالقريب صار غريبا.. حتى وإن حضر .
. وعلى الجانب الآخر. من الكون تراه يرتب أحلامه.
. يعيد رسم حدود كون جديد. في واقعه.. بيت للاحلام جديد
يضع ماضيه في خزائنه.. يصنع من الأخرى ماؤي لقلبه..
وورودا لغصنه.. نهرا يروي حقول عشبه..شمسا تضيء قناديل يومه .
. سراجا لليل غرفته... يشتق لها من المعان لغات جديدة للغزل..
لكن طيفها المحلق فى سماء روحه مازال يؤرقه..
. اما هي ترتدي الهدوء دثارا.. تتراقص على أنغام الشرود...
وهمس حروفها عالق بين الأمس والغد بينهم باب من المستحيل..
موصد لن يفتح ابدااااا