همسات الليل
جلست والليل يشهق بآخر أنفاسه ....صمت يجالس هدوء ...
صوت عقارب الساعة تنخر عظام الوقت ببطء ......لا شئ سوى برودة طقس...وجليد الذكريات المتراكم عند قطبى الذاكرة ...
جلست أتفقد سر الغياب
استمع لأغنية عن الحب منتهية الصلاحية ... تشعرنى بدفء بارد يجاور جسدى
جلست أتفقد ملامحى التى أجهدها الغياب
نظرت إلى قلمى المنكسر فى زحمة أوراقي القديمة
تفقدت بنظرات شاردة حب لهيبه يحتاج إلى معطف .....لم أر سوى بعض حروف تُلقى ثقلها على أكتاف الليل ...
لقد أصبح ذكريات الحب بقايا سنابل القمح فى مواسم الحصاد تقتات عليها طيور المشاعر..
وأمست أنفاسى تؤرق الليل ..يعلو وجهى انكسارات الحياة
ما أقسانى وما أقسى الغياب..
أصبحت متحف يضم انتصارات الألم فى حروبها مع النفس .....وبراكين حنين مكبلة فى جوف القلب ..على وشك الإطاحة بكل أسوار الهدوء ....وقوافل قلبٍ تجوب العالم بحثا عن كنز مفقود..فى وديان الروح ..
أيها الغائب ...
يراودنى الليلة إحساس خاص جدا بينى وبين قلبى ....صوت الحياة يعود إلىَّ من بعيد ..من خلف تلال الآلام ...يقترب ..يقارب الخطى ..ينادى بالقلب ..ويمد اليدين ليصافح بها الروح..ليمسح عن جبيني قطرات دمع مزقت سويداء القلب
مقبل أنت إلىَّ ..كما تقبل الحياة على الجسد الهامد ....
كما تقبل الشمس إلى جسد النهار.....
كما تقبل قطرات الندى إلى الورود..
كما تقبل اليقظة على صهوة خيلها إلى مدن النوم .فتبعث فيها الحياة ...
تنساب المشاعر من قلوبنا .كما ينساب الماء من العيون الجارية ..ربيع أنت للحياة فى غير فصوله ...كون أنت حدوده وأسواره أشجار الاشتياق
أحبــك ........ فلا ترحــل